٢٦ جمادى الأولى ١٤٢٩ هـ

الحياة أحلى بدون تدخين،،، إسأل مجرّب

يصادف اليوم السبت اليوم العالمي لمكافحة التدخين، و من منطلق الواجب الإجتماعي للمدون أحببت أن اكتب هذه السطور عن تجربتي الشخصية مع التدخين

أعترف اولا أني كنت مدخنا لأكثر من سبعة عشر سنة تمتعت بالشفط و النفخ لآلاف من السجائر و من أنواع عدة إستقر الإختيار في معظمها على السيد مارلبورو الابيض، إلا أن في اغسطس من العام الفائت و أثناء إجازتي القصير لبيروت و في اليوم الذي كان مقررا لي أن اعود للرياض استيقضت من النوم عصرا حيث أصابني فور قيامي من السرير إحساس بالجلطه شلت للحظات نصفي الأيسر كاملا و قد رأيت الموت أمام أعيني تفوح منه رائحة السجائرة النتنة، فقد أصابني ما يسمى إنسداد لحظي في الأوعية الدموية و هو عارض ناتج عن تخثر الدم و تكوّن طبقة من الشحم في جدران الأوعية الدموية و التي نتج عن التدخين و سوء التغذية و قلت الحركة و (الإستريس)او الضغط النفسي في العمل

لم افكر في يوم من الأيام قبل ذلك في ان اتوقف عن التدخين، و قد كنت اتباهى عند الحديث عن فكرة التوقف عن التدخين بأني لم اقرر ابدا ان اتوقف و لن اتوقف لأن التدخين يعجبني و يتناسب مع شخصيتي، و قد كنت بالفعل احفر لنفسي قبرا من كثرة ما كنت ادخن و بشراهه قل مثيلها و بإستمتاع لا منطق فيه

لقد كنت مدمنا على مسك السيجارا وعلى فكرة التدخين بمعنى الكلمة حيث كان التدخين يتحكم في حياتي بكل تفاصيلها، فعندما كنت اسافر بالطائرة كنت انتظر اللحظة التي نصل فيها لكي اسرع بإتجاه الخارج للتدخين و هو ما كان يضعني في مواقف محرجة مع بعض الذين كنت اسافر معهم، كما اني كنت انتظر أذان المغرب في رمضان لكي افطر و استرق الدقائق قبل الذهاب للمسجد من أجل سيجارة، و لم اكن ارغب في الجلوس مع كبار السن نظرا لعدم قدرتي على التدخين إحتراما لسنهم في وقت لم اكن احترم نفسي و صحتي بهذه العادة القبيحة

كان التدخين يتحكم بحياتي و تصرفاتي و كان له أن سيطر و تحكم في جسدي فسيولوجيا و كاد أن يغتالني دون إنذار و دون ان يكون ذلك موتا في سبيل شئ يشفع لي عند رب العالمين، بل هو العار و الدمار و الخذلان

لقد غيّر ذلك العارض الصحي الناتج عن التدخين كثير من حياتي بالإتجاه الإيجابي، فقد أصبحت لا اشرب القهوة التركية و الإكسبريسو إطلاقا و أصبحت اشرب بدلا عن ذلك الحليب و اللبن و أصبحت آكل السلطه كأحد مكونات الوجبة اليومية الرئيسية و اتمتع بطعم اللحم المشوى النظيف من اي شحوم و دهون، واستطعت أن أبتعد عن أكل الحلوى بشراهه و المعجنات الدسمة كما كنت أفعل و لم اعد (أغمّس) كل شئ في المايونيز و الجبنة السائحه، بل اصبحت ارى الحياة من أجل العيش فيها و ليس من أجل أن أموت منها، و الغريب من هذا كله بأني منذ اللحظة التي توقفت فيها عن التدخين لم افكر و لو للحظة بالعودة و لو من باب الإستعباط ، كما ان ما فاجئني بعد كل هذا و على الرغم من ما كنت اسمعه بأن التوقف عن التدخين سيؤدي بك لحياة متوترة و سيزيد جرعات الغضب و الهيجان، و هو عكس ما حدث معي حيث لا شئ مما ذكر حدث معي بل بالعكس توقفت عن التدخين دون ان احس باي آثار جانبية على الإطلاق

و لكن أعظم مردود لتوقفي عن التدخين هو في أني اصبحت اقابل الله خمسة مرات في اليوم دون أن اخجل بأن اضع باكيت الدخان في السيارة أو في درج الكومودينا إستحياء منه، بل أصبحت ادعوه خمسة مراة في اليوم و أشكره على نعمة الحياة و نعمة الصحة، فلا يعرف معنى ذلك إلا من لامس و لو للحظات حافة الموت و ايقن بأن لكل فعل سئ ردة فعل ناتجه

و كما قال احد المعارف عندما التقينا بعد شهرين من ذلك العارض الصحي إنها فعلا ربّ ضارة نافعة، و الحمد لله رب العالمين

15 comments:

غير معرف يقول...

فعلا الحياة أحلى بدون تدخين ولكن متى نحس بحلاوة هذه الحياة بدون السيجارة

حاولت مرارا الإقلاع عن التدخين ولكن جميع هذه المحاولات فشلت واستمعت لبعض النصائح بان يكون الاقلاع عن التدخين بالتدريج مثلا اليوم 10 سجائر وبعده 5 وهكذا ولكن للأسف هذه الطريقة لا تستمر أكثر من ثلاثة ايام على اقصى تقدير

من وجهة نظري ان التدخين أصبح عاده اجتماعية اكثر من كونها عاده شخصية !! والسبب يطول شرحه

ما اعجبني خلال السنوات الاخيره الاجراءات والقرارات الصارمه في دول الغرب وبعض دولنا العربية بمنع التدخين في جميع المرافق الداخليه والسماح بالتدخين فقط في الهواء الطلق
ولاشك بان منظر غرف التدخين في المطارات العالمية هو اكبر مثال لاحتقار هذه الفئة من المجتمع فتجد غرف التدخين في المطارات اقذر من دورات المياه بعكس غرفة التدخين اللي فطار الملك الخالد النفيظه جدا ولا اجد سبب لوجودها فاللذي يرغب بالتدخين فالمطار واسع وبامكانه تجاهل لوحة ممنوع التدخين في المطار !! خصوصا اذا كانوا موظفين المطار لا يحترموا القوانين ولكن يبقى السؤال اذا اصبح التدخين عاده اجتماعية متى يحارب المجتمع هذه العاده وجيل المستقبل اغلبه من المدخنين !!


تحياتي

عبدالعزيز الحبابي

هذيان يقول...

لا أعلم لماذا اصبحت أردد أغنية
أنا ودي ولكن ما حصلي !!!
وأنا أقرأ هذا البوست

:)))))))))))))))))))

غير معرف يقول...

الحمدلله على هذه النعمه

الأخ الذي حاول ترك التدخين و لم يستطع ألم تفكر بالذهاب لجميعة مكافحة التدخين ؟!
كما سمعت أنهم يساعدونك على ذلك و بشكل جيد و خلال فتره معقوله لا تتجاوز الشهر

غير معرف يقول...

الله يثيتك أخوي ياسر
الحمدلله أني لست من المدخنين وهذا والله الحمدل ماجعل حياة أفضل
بدون رائحة الدخان الكريهه

غير معرف يقول...

الحمدلله فكك الله من شر التدخين والله يثبتك :)

غير معرف يقول...

جميل يا أستاذ ياسر .. والحمد لله على السلامة ..

وكما قال أحد معارفك .. "رب ضارة نافعة"

الحمد لله لم أدخن من قبل ولن أدخن، ولكنني للاسف إضطررت للعيش مع بعض المدخنين وكان الأمر لا يطاق .. فرائحة الدخان كريهة جداً .. وتلتصق بالملابس .. ويكفيك الحرائق ... لدينا زميل مدمن شيشة ومعسل .. شقتة في حالة مزرية .. فبعض الأحيان تسقط الشيشة ويتناثر الجمر على السجادة وبإمكانك تخيل المنظر ..

من المجيل جداً ما نشاهدة اليوم من حملات لمكافحة التدخين .. لكن الغريب أنها بمبالغ مالية .. فحسب علمي أنها عبارة عن جلسات .. وتكلف ما يقارب 250 ريال .. صحيح أن المبلغ زهيد مقابل الخفاظ على الصحة لكن ألا يعد هذا حاجزاً امام الكثير ممن يود الإقلاع عن التدخين ..

أبارك لك تركك للتدخين يا أستاذ ياسر .. والدي كان مدخناً سابقاً ولمدة 25 سنة ولكنه تركة منذ أكثر من 20 سنة .. ولله الحمد ..

أعتقد أن طريقة التوعية بحاجة إلى إعادة نظر .. فالتوعية ضد التدخين قديمة جداً لكن الأعداد في تزايد حسب الإحصائيات .. هل نحن بحاجة إلى مراجعة طريقة محاربة التدخين ..

موّفق يا أ. ياسر.

غير معرف يقول...

رائع استاذ ياسر
اهنيك حقا على وصولك لهذا الطريق
واختيارك له بنفسك بعد ما مررت به
كن واثقا بأنها احدى نعم الله عليك فاشكره دائما عليها :)

استمر فأنت تستحق العيش بجسد سليم :)

غير معرف يقول...

الله يرحم ايام الاسبرسو والقهوة التركي والجيكاير مشكلة السجارة انها صغيره والواحد يستمري انه يدخنها في اي مكان في المكتب في السرير في السيارة في اي مكان ناهيك عن ريحتها والله يزيدنا فيها جهل ويبعدنا عنها

غير معرف يقول...

مرحبا ياسر ..
عرض جميل لرحلتك مع التدخين .. والأجمل هالنهاية الجميلة ...
أنا أعسل .. وما اتخيل حياتي بدون معسل .. احس انه هو اللي يملا فراغات يومي ...في السفر والاجازات ما اتخيل اقضي وقتي بدون معسل ... والمشكلة الأكبر اني ما افكر اني ابطله لأني اقول اني مبسوط فيه ليش ابطله، بالرغم من المشاكل اللي اواجهها مع حساسية صدري في بعض المواسم.
اذا عندك حل لمشكلتي المعقدة .. لا تبخل علي :) :)

غير معرف يقول...

هلا ابا عبدالعزيز رجعت اقرا لك من جديد بعد غياب بسبب مرض والدي بالمستشفى صديقي واخي ياسر انت من المغامرين في الحياة تذكر سالفة كرز دخان واشرطة كاسيت ايام ايام
ياسر انت كنت انسان تراهن على الحياة عمل وكفاح ونجاح والان وقفت بعد صدمه انا عشتها قبلك بان الحياة جميله وكل شي فيها جميل ويجب ان نستمتع بيجميع مافيه من حلو ومر ونحمد الله على نعهمه الكثيره تمتع بكل لحظه بتاني وهدوء وها انت الان تنجح وبكل هدوء مبروك يا عبقري

Unknown يقول...

الحمد لله انك اقلعت عن التدخين


ملحوظة
ماشاء الله على النشاط التدوينى :(
فعلا انا طلعت كسولة جداا فى التدوين

مدونتك ممتعة أ/ ياسر

غير معرف يقول...

ابا عبدالعزيز شكرا على سؤالك عن والدي الله يعافيه وجميع مرضاء المسلمين .
قلبت قبل ايام في التلفزيون واذا بي امام برانامج يحمل من الفشل الضريع وتغفيل العقول والسخافه الرياضيه وهو تكريم الرياضيه وموبيايلي هل انت من نظم وعمل على هذا البرنامج ارجو طرح هذا الموضوع للنقاش . اعتقادي ان البرنامج وضع الظهور الاعلامي فقط ياخي ذبحونا !!!!!؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

ابا عبدالعزيز ابارك لكم رئاسة الامير عبدالرحمن بن مساعد لنادي الهلال لمعرفتي بميولك الرياضي بس انا اعتقد انه لان ينجح في الهلال ( شعر و كوره ) !؟

ممكن طرح الموضوع للنقاش بليز

غير معرف يقول...

ماشاء الله .. تبارك الله

إنجاز والله :)

الله يتمم عليك

غير معرف يقول...

وبنعمة ربك فحدث

أحسن ياياسر بالإقلاع
وثبتك الله باقتناع
وأجدت بطرحك الأمتاع

يورك قلمك