١٧ جمادى الأولى ١٤٢٩ هـ

محمد بن عيسى...رجل السياسة و الثقافة

هناك أشخاص عاديون مثلنا إلا أنهم يتميزون بأن لديهم مقدرة فائقة على تحويل الأحلام إلى حقائق، هؤلاء هم من يطلق عليهم الخلاّقون ( إينوفيتورز) فهم مجموعة من الأشخاص ممن لديهم هما أممي أو هم وطني او مجرد تحدي شخصي هدفه التغيير و التحديث و التجديد و التطوير و كل المعاني المؤديه إلى التأثير إيجابا على سير حياة الناس بشكل عام، وحدهم هؤلاء من اخذ على نفسه عهد ان لا يعيش ما تبقى من حياته إنسانا عاديا لا يؤثر بمن حوله و لا يتأثر بما حوله بل يعيش إنسانا متحديا النمطيه و متحديا مقولة(رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه)ا

هذا الوصف (الخلاّق) هو ما يمكن أن أصف به شخصية السيد محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي السابق و الذي شغل أيضا منصب وزير الثقافة و هو صاحب رؤية مهرجان أصيلة الثقافي و مؤسسه و الذي يحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عام على انطلاقته و الذي التقيته مؤخرا بمدينة لندن و تحديدا في فندق الكارلتون الكائن في منطقة نايتس بريج و ذلك لمناقشة مشروع ثقافي أعمل على تنفيذه بالتعاون مع مهرجان أصيلة،حيث وصلت للفندق وقد وجدته قد سبقني بالوصول و قد كان ينتظر بكل فخامة و أناقة في ردهة الفندق و هو الرجل الذي تربى ثقافيا و سياسيا على يد الملك الحسن الثاني ملك المغرب الراحل المعروف بذوقه الملكي في اللباس و أناقته في الحركة و التخاطب
كان اللقاء بالنسبة لي فرصه لا تعوّض للاستفادة من هذا الرجل (الخبره) الذي عاصر أهم المراحل السياسية التي عاشها الوطن العربي و خالط أهم القادة العرب أمثال الملك فهد و الملك عبدا لله و الأمير سلطان ولي العهد إضافة لعلاقته القوية مع باقي الملوك والرؤساء العرب و الأجانب، فهو يتحدث خمسة لغات على حد علمي و يمتلك من الثقافة السياسية و الأدبية العربية و الأجنبية الشئ الكثير

تركز اللقاء على بحث تفاصيل المشروع الثقافي الذي اعمل عليه الآن و الذي سيكون بإذن الله فريدا و الأول من نوعه سعوديا وهو مشروع ثقافي يؤكد ريادة المملكة عربيا على جميع المستويات السياسية و الأدبية و الإعلامية، و قد كان حواري مع السيد بن عيسى فرصة للتعرف على شخصية هذا الرجل و التي أسرني اولا كونها شخصية مثقفة على اعلى المستويات و في جميع أوجه الثقافة المعاصرة، إضافة إلى درايته الفائقة لتفاصيل الهم الإعلامي العالمي و العربي و أهم القضايا التي تؤرق العاملين في هذا الحقل خصوصا في القضايا التي تتعلق بالتقنية و تأثير ذلك على الإعلام التقليدي و دور الإعلام الحديث في توسيع دائرة الحريات و ازمة ثقافة الحوار في العالم العربي

تحدث السيد بن عيسى عن السعودية بحب صادق و بتعابير ممزوجة بلهجة سعودية نجدية أحيانا و حجازيه في أحيان أخرى، و كأنه بذلك يقول و ليفهمني بشي من الدعابة انه لو كنت انت تعرف اللهجة المغربية (و التي أعترف بأني لا اجيدها على الإطلاق) فإنه هو أستاذ باللهجة السعودية، و قد كان هذا الحوار السعودي المغربي مدخلا ليعرف كل واحد منا بأن الآخر يتحدث اللغة الايطالية و قد كان متواضعا حين قال بأن لغته الإيطالية ضعيفة، إلا انه و بكل أمانه اجادها بكل طلاقة و بلكنة أهل الشمال و بألفاظ و تراكيب جمل لا يستخدمها إلا الإيطاليين، و لا اخجل من أن أقول على الرغم من أن والدتي ايطالية إلا أني لا اجيد استخدام تراكيب الجمل الإيطالية كما يفعل السيد بن عيسى أو كما يفعل الإيطاليين

أتوق للأيام القادمة و التي سيكون بيني و بين السيد بن عيسى بإذن الله لقاءات و اتصالات عديدة، و سأعمل على أن استفيد من هذه الشخصية (الخلاّقه) و التي نادراً ما يحصل لأمثالنا العمل معهم بشكل مقرب و يومي، و اعتقد بأن هذه التجربة ستكون من أكثر التجارب إثراء على المستوى الشخصي، خصوصا و أن الرجل لم يتردد أثناء لقائنا في تقديم النصح و المساعدة و كان شخصا داعما بكل معنى الكلمة، أرى بأن هذه التجربة ستكون بالنسبة لي كدورة مكثفة في كيفية التعامل و كيفية الاستفادة فكريا و مهنيا من مجموعة كبيرة من الشخصيات المثقفة في العالم العربي من أمثال غسان تويني و مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين العرب و غيرهم من الأدمغة العربية

1 comments:

هذيان يقول...

مرحبا ياسر

الله محمد بن عيسى السياسي الدبلوماسي الفنان الأديب شخصية تركيبها ممتع ,, حقيقة محمد بن عيسى شخصية جذابة جدآ أعتقد أنه حصل على جائزة الشيخ زايد قريبآ ...؟؟
أتعرف لو قابلة هذا الرجل أو لو كنت مكانك في المقابلة لأردت أن أسمع أول شيئين منه ...
حادثة محاولة أغتيال الملك حسن رحمة الله عليه وهو بالطائرة من الجيش وكبف نجا منها وعندما خرج يلقي كلمة بالتلفزيون وقال
أياكم والحكم أياكم والحكم
هذة الحادثة قبل في أول السبعينات
وذكرياته عندما كان سفيرآ للمغرب في الولايات المتحدة ,,,
سئل مره محمد بن عيسى هل سنرى كتاب لمحمد بن عيسى
فرد قائلآ صعبآ جدآ ماذا سأقول أو ماذا سأكتب ,,,,؟؟؟
أجابه جميلة جدآ تدل على فكره وثقافته السياسية
محظوظآ جدآ بهذا اللقاء يا ياسر ,, وموضوعك موفق جدآ جدآ جدآ
ربما لأنه بالنسبة لي
أتى على الكيف :)))))))