٢٩ جمادى الأولى ١٤٢٩ هـ

تعليم متخلف لا يُنتِج إلا دكتور مزيّف

كثير منكم إطلع على ما نقلته وسائل الإعلام مؤخرا حول قرار وزير التربية والتعليم الدكتور صالح العبيد بتجريد عدد من موظفي الوزارة من لقب الـ( الدال) المزيفة و التي حصلوا عليها بالمراسلة من جامعات غير معترف بها من قبل وزارة التربية و التعليم و ما اثير حول هذا القرار من أراء أغلبها يثني على الوزير إتخاذه هذا القرار الشجاع و الذي ينم عن روح وطنية و رغبة صادقة في تعديل حال التعليم في المملكة و الحفاظ على الـ(الدال) من كل دخيل و إنتهازي

و قد استوقفني هذا القرار نظرا لكونه يأتي في وقت كانت قد أشارت التصنيفات العالمية الأخيرة لأفضل الجامعات العالمية بأن الجامعات السعودية تقبع في زيل التصنيف (المركز2998 من أصل 3000) و هو مؤشر يدل على أن نظام التعليم العالي في المملكة يفتقر لكثير من التأهيل و التنظيم و الكفاءة أكاديميا و بحثيا و إداريا، و هو ما دعى الملك عبدالله عندما أتخذ قرر إنشاء جامعة باسمه للعلوم و التقنية أن يوكل مهمة الإنشاء لشركة أرامكو التي تعد النموذج المصغر لحكومة سعودية تعمل وفق التخطيط و البنى التحتية الحديثة، وأن يقوم طاقم من الأكاديميين الأجانب بإدارة الجامعة ممن يعرف عنهم تفهمهم لمعنى التعليم العالي و تأهيل الأجيال وفق مطلبات العصر و بناء على الأسس التعليمية الحديثة و أن لا يكون لوزارة التربية و التعليم اي نفوذ لا من قريب و لا من بعيد على هذه الجامعة الوليدة، هذا القرار المنطقي من الملك فهمته أنا مثل كثيرين غيري على أنه رسالة شديدة اللهجة لأرباب التعليم العالي في المملكة بضرورة إعادة تقييم ذاتهم و إعادة ترتيب مؤسسات التعليم العالي من الداخل و أن يتوقفوا عن العبث بعقول أبناء هذا الوطن و أن يعملوا من أجل صالح الوطن وفق متطلبات العصر و وفق ما تحتمه علينا جميعا الظروف العالمية بأوجهها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية

و أمام هذا الواقع و الرسالة الواضحة لم يجد معالي وزير التربية و التعليم من وسيلة للرقي بالتعليم العالي إلا بأن يتخذ هذا القرار و الذي جرد به كل من حصل على لقب الـ الدال من جامعة غير معترف بها من دولة أصلا جل جامعاتها غير معترف بها أقول جرد هؤلاء الدكاترة المزيفين من هذا اللقب، و قد اعتقد معالية بأن هذا القرار سيفهم على أنه إشارة بأن الوزارة لن تتهاون مع أي مدعي للأستاذية من ضعاف النفوس و المزورين و أن مصير من تسول له نفسه شراء اللقب بسعر بخس بأن تجريده من هذا اللقب سيكون مصيره، و لكن معالية لم ينتبه لقبح هذا القرار و فظاعة معناه و الواضح بكل جلاء، فكيف يمكن لمعالية أن يكتفي فقط بتجريد هؤلاء من الـ الدال المزيفة و المزورة و الغير مستحقة و المكتسبة زورا و شراء و بهتان وأبقى أصحاب تلك الدالات المزيفه في أماكنهم الوظيفية و التي تتطلب منهم العمل يوميا على تربية الأجيال على مبادئ الفضيلة و الأمانه و الصدق و الحق، كيف لمعالية أن يكتفي بعقاب السارق بتجريده عن ما سرقه و إبقائه على وظيفته (كأمين على الصندوق)، كيف يمكن للطالب أن يحترم نظام يدعوه للأمانة و احترام الوطن وعدم الغش و منظروا و مخططوا هذا النظام هم أكثر الناس غشا و تزورا (حاميها حراميها)، كان الأجدر بمعالية أن يتخذ قرار شجاعا ينهي به ارتباط هؤلاء ممن ادعى الأستاذية باي وظيفة في الوزارة و أن يقوم بتحويل خدماتهم لأي وزارة لا تعنى بتعليم العقول و بتربية الأجيال من أبناء هذا الوطن

إن مثل هذه القرارات التي تعتمد مبدأ ( جا يبي يكحلها،،، عماها) لهو الدليل على أن هذه الوزارة لا تعمل من أجل تأهيل جيل متعلم وفق الأسس العالمية و التي تؤهل الشباب السعودي للمنافسة و مقارعة أقرانهم أكاديميا و عمليا حول العالم، مثل هذه القرارات الاعتباطية و التي تتخذ من أجل إرسال رسالة تودد و نفاق لولي الأمر بأن هناك تحرك من أجل تعديل الحال و ان الوزارة تعي توجهات القيادة السامية لهو الأسلوب الذي أدى بنا إلى هذا المركز المتخلف في تصنيف الجامعات العالمية و هو الأسلوب الذي تعّود وزراء هذه البلاد العمل وفقه، فهم يرون أن تعيينهم كوزراء هو تشريف و ليس تكليف، و عليه فهم يعملون صباحا و مساءا من أجل إرضاء ولي الأمر بالكلام المعسول و القرارات المصممة للاستهلاك الإعلامي، (فما دام طال عمره راضي عنا و ساكت علينا لا يهمك أحد)ا

4 comments:

غير معرف يقول...

أخي العزيز ياسر

انا في الحقيقه لم افهم بالضبط مغزى القرار بمعنى هل تم تجريد الدال من اناس اشتروها؟ام انهم جردوا منها لأنهم حصلوا عليها من جامعة غير معترف بها لدى الوزارة؟
انا في الحقيقه ارجح انها الثانية اي انهم درسوا وحصلوا على الدال نظير نظام الدراسه عن بعد وهو distance learning

ولكن مشكلة الوزارة بأن الجامعات التي منحتهم تلك الدرجة ليست معترف بها في وزارة التعليم العالي وهذه هي المشكلة.
اعتقد بأن هذا القرار يجب ان يفتح ملفا جديدا بعيدا عن صلب القرار او مدى صحته أو خطأه!

من الذي يقوم بتقييم الجامعات العالميه لدينا في وزارة التعليم العالي وعلى اية أسس أو معايير يتم استبعاد جامعة من القائمه؟
هل هي لجنة مؤهلة من خبراء في التعليم العالي والجامعي لديها الكفاءة في تقييم جامعة غربيه أو شرقيه ؟ وهل مستوى التعليم العالي لدينا ومخرجاته راقي جدا لدرجة انه يسمح لنا بأن نفرز الجامعات العالمية ونصنفها الى معتمده وغير معتمده.

لا اعتقد بأن سحب الدال من هؤلاء سيؤدي الى نتائج باهره في مستوى التعليم.

ولا اعتقد ان اضافة دال من احدى جامعاتنا ستؤدي الى نتائج باهره!

يجب ان تكون القرارات في صلب التعليم والمناهج وتجديدها وهيكلتها بحيث تصبح مخرجاتها قادرة على المنافسه مع مخرجات الجامعات الأجنبية.

اما سحب الدال أو اضافتها ماهي الا شكليات لاتسمن ولاتغني من جوع.

تحياتي

غير معرف يقول...

مرحبا بو عبدالعزيز,
اعجبني الموضوع واحلى شي اسلوب التدرج في المقال حد التصعيد.
انا شخصياً عندي قناعة ذاتية بسوء التعليم وانظمته ومخرجاته في السعودية لا من حيث العقلية ولا من حيث الانتاجية حيث يتم تخريج اجيال من المعاقين فكرياً ونفسياً ومحطبين معنوياً ومتبلدين استيعابياً ومعدمين ابداعياً وفاقدين لروح المبادرة ومهزوزي الثقة بالنفس. ناهيك عن البحث عن اي وظيفة والسلام يعني خريج حاسب آلي ما يلقى الا وظيفة مندوب منتجات بنكية وخريج لغة عبرية يتوظف في شؤون الموظفين.
شخصياً انا احترم المتخرجين بتقدير مقبول من الجامعة اكثر من الامتياز واللي ما دخل جامعة اصلن احترمه اكثر حيث ستجده اكثر رغبة في العمل واكثر جدية والتزام وطموح ناهيك عن قدراته الاستيعابية في التعلم والتدريب.
انا اتكلم من واقع تجربة تتجاوز عشر سنوات.
اما بالنسبة لقرار الدال انا مع قرار معالي الوزير وضد فتح تحقيق والتصعيد بس لو انه الله يهديه كمل القرار بالتالي بيكون افضل "يتم ازالت حرف الدال واستبداله بحرف الحاء" حااااااااا
ودمتم

غير معرف يقول...

مرحبا بالأستاذ ياسر..
شكرا لقلمك ولقدك البناء...
والسؤال الذي يدور في ذهني هل معالي الوزير يمتلك الحق في تجريد الدال من عدمه لمن اخذه بزعمه أنها من جامعات غير معترف بها؟؟؟مجرد سؤال لكي افهم الحقيقه؟؟
لاننا للاسف تعودنا ان نقول سم وابشر من غير ان تسأل هذي السلبية التي اتعبتنا ورجعتنا للوراء..
اخي ياسر:
انا لن اخوض في الفئة التي استحقوها او لا !! ولكن عندي قناعةكاملةولا احد يزعل مني ان مخرجاتنا الجامعية لازالت فقيرة ولازال بعض الموجودين في هذه الجامعات على عقولهم خيوط العناكب التي جعلت من الخريجييين فقيرين في المعلومات والتعامل الانساني الراقي..
للاسف نحتاج الى غربال كبير لغربلت كثير من الجامعات بكل مافيها ليبقى لنا مانطمح منهم الجميل والجديد والمبتكر والمبدع ونظرة التطور والرقي الانساني( فن التعامل )
واتمنى أن يأتي يوم نرى اننا في سلم عالي الدرجات بين الدول في تعليمنا بمختلف مراحله ..
ودمت طيبا
وشكرا لاهتمامك...

غير معرف يقول...

الله يهديك يا ياسر شبيت على الوزير شب :)

مشكلة معادلة الشهادات وعدم الاعتراف بالجامعات لدينا مشكلة عويصه ، وكأن الدكتوراه يجب أن تكونه حكراً على فئات معينة ومحجوبة عن الاخرى . عموماً انا مع قرار سحب الشهادات لو تم ثبوت شرائها ، وكما قلت كان من الواجب تكملة القرار وعدم ابقاء مثل اولئك في اماكنهم الحساسة ، فمثلهم خلاص فقدت الثقة فيهم .