لا بد أن اعترف بأني لست من متابعين برنامج شاعر المليون و الذي حقق نجاحا كبيرا على غرار نجاح برنامج سوبرستار و برنامج ستار أكاديمي، ربما احدكم يقول (وش جاب لجاب،، لماذا تضع شاعر المليون مع هذه البرامج الترفيهية السخيفة) و سأقول أن في رأيي كل تلك البرامج التي تعتمد على ترشيح الجماهيري عن طريق الأس ام أس هي في تقديري برامج استهلاكيه متشابهه وإن إختلف مضمونها و طريقة عرضها، و لعلي أستشهد هنا ببعض الملاحظات التي سمعتها من من تابع البرنامج و الذي إنتهى موسمه الثاني قبل أيام بفوز متسابق قطري بالمركز الأول علما بأن الفائز في النسخه الأول من البرنامج كان أيضا متسابق قطري، فماذا يعني هذا و ما هي تلك الملاحظات
اولا: أن قطر فيها شعراء أفضل من شعراء باقي دول الخليج و أفضل من شعراء السعودية و التي تشتهر بشعرائها عبر العصور
ثانيا: إنتقلت المواجهه على الهيمنه الجماهيرية العربية بين السعودية و قطر من برامج و اخبار العربية و الجزيرة إلى شاشة قناة أبوظبي و من خلال رسائل إعلامية موجهه لم تعد سياسية في ذاتها بل ثقافية و معنوية
ثالثا: لم تعد كرة القدم هي الوسيله الوحيده للمنافسة و التطاحن بين أبناء الخليج، بل أضيفت لعبة جديده ربما لها تأثير اعمق من كرة جلديه يتسابق مجموعة من الرجال البالغين خلفها
رابعا: لم يكتفي أصحاب الرأي و قادته بالتغزل بالأبل و مزايينه بل أضافوا الشعر و التفاخر و كل وسائل إعادة و تثبيت النعرات القبلية، فهنيئا لهؤلاء بنا شعوب لا نسمع ولا نرى و لا نتكلم بل نصوت بالأس ام اس و نحيا لنختار شاعر لا ندري ماذا نريد منه
خامسا: في زمن لم يعد للكلام اي معنى الا اذا ارتبط بالفعل، تظهر علينا مثل هذه المسابقة التي لا تشجع الا على الكلام، فاي عصر نعيش فيه، عصر العمل و التقدم و التكنولوجيا ام عصر الشعر و الكلام و التباكي على الاطلال
سادسا: كان الشعر في الماضي هو ديوان العرب و الوسيله التي تحفظ فيه الامجاد و تنقل من خلاله احداث التاريخ، فاي حاضر لدينا اليوم لنسجله غير الانكسارات في كل اركان عالمنا العربي من فلسطين إلى العراق الى لبنان مرورا باليمن و الجزائر و انتهاءا بفرعيات الكويت و مسابقات مزايين الابل و شاعر المليون
سابعا : اثبتت مسابقة هذه السنه انه من المستحيل ان تجرى انتخابات في العالم العربي دون ان يتم التلاعب بها الكترونيا او من خلال التدخل البشري، فكيف يمكن ان تخرج النتيجه بخلاف ما توقعه كل من النقاد و المتخصصين و اغلب الجهور و الذي صوت في الاساس من منطلق النزعه الوطنية، فكيف يخسر السعودي و خلفه 26 مليون امام القطري و ان وقف خلفه كل مواطنوا مجلس التعاون، ولعل مذيعة الحفل التي لم تخفي استغرابها للنتيجه لهو دليل ان في الموضوع سر
ثامنا:كم من الملايين المملينه التي جنيت من الاس ام اس و من جيوب شعب في غالبه متوسط الدخل و ما دون، هل نحن بحاجه لوسائل إستهلاكية اخرى تخرب البيوت،ألم نكتفي بسعر البترول الذي تجاوز المائة دولار، إلى متى يستمر هذا العبث و الذي لا الوم فيه إلا أنفسنا، نحن الشعوب الـ(مهفه و المخفه) على قولتنا في السعودية
تاسعا.... عاشرا....إلخ،، من المعاني،،،،، فهل من مستوعب
في الصباح الذي تلا ليلة الحلقة الأخير سمعت إثنين من زملاء العمل(سعوديين) يتحدثون عن نتائج المسابقة، فقال احدهم للآخر (هارد لك،، والله قهر ماخذاها الفراعنه) فرد عليه الآخر ( إعقب،، إلا خذاها ابن أخي و سندي، قل خذاها الشبرمي و هو أهل لها)، فتسائلت حينها عن السبب الذي دعى و يدعو هؤلاء الزميلين و غيرهم من ملايين العرب لمتابعة هذا البرنامج و التصويت للمتسابقين و الإختلاف على النتائج و خلق الأعذار و سيناريوهات المؤامرات التي تبرر الهزيمة ، فاكتشفت أن في كل تلك الأسباب التي تدعوهم لذلك ليس فيها لا من قريب و لا من بعيد اي سبب له علاقة مباشرة بالشعر ،و أكتشفت بالتالي أن شاعر المليون لم يعد يبحث عن شاعر المليون بل يبحث عن ملايين الشاعريين و الغير شاعريين بالأسى من شعوب هذا العالم العربي و لا بأس إن أججت النزعات القبلية و غيرها فكل ذلك مفيد للبزنس
9 comments:
بصراحه يا يا ياسر انا لا اتابع هالبرانامج اللي ازعجونا فيه
يوم نهائي شاعر المليون اتصل علي احد الاصدقاء وسالني " وش عندك ؟ قلتله ابد انا فالسيارة توني طالع من المكتب ورايح البيت ، خير ؟ قالي ما ودك تمرني تشوف نهائي شاعر المليون !! "
اي مليون واي هم واي ضحك على الدقون
قال شاعر قال !!
رجعت البيت ومن باب الفضول قلت وين قناة ابو ظبي اشوف شاعر المليون هذا
للامانه ما فهمت وش السالفة بس اللي فهمته ان فيه ناس مهبوله ترسل sms عشان فلان يفوز على فلان
اما الشاعرية فهي ضائعه بين رسائل ال sms اللي ترجح فلان عن فلان
عموما خلاصة القول كلمة واحدة فقط
عجبي !!! ورزق الهبل على الـــ
تحياتي
عبدالعزيز الحبابي
عبدالعزيز، فعلا تشرفت بزيارتك هذه و بتعليقك، انت قلتها رزق الهبل على المجانين، أعلم ان الأخوه الذين اعرفهم شخصيا من المنظمين سيزعلون مني إلا اني من حقي أن اقول رأي و ليعذروني،و أعترف هنا بأني معجب بحجم النجاح الذي حققه البرنامج إلا اني لا اتفق مع مضمونه، شكرا للمرور و تحياتي
رغم اني لست من متابعي شاعر المليون بجزأيه .. الا ان الضجة التي اثيرت حوله وصلتني ..
جملة من نصك هزتني :
"
فاي حاضر لدينا اليوم لنسجله غير الانكسارات في كل اركان عالمنا العربي
"
كم هو مؤلم ان نترك العالم حولنا في مرج وسرج ونتقاتل على (( شاعر المليون)) !!
***************
مدونة عملية واقعية .. تعكس عقلا متفتحا واعيا ..
كل التحية
عمري ماشفت ولا حلقة من حلقات هالبرنامج قرات مجموعة من القصائد في الإنترنت ,, تأثيره واضح في النت والمنتديات مثل ما قلت رجعنا لزمن قبيلتي وقبيلتك حتى إن أولاد جيراننا تضاربو مع ما أدري مين عشان شاعر المليون
انا ماني ضد إنو تقام مسابقة شعر أبداً لكن من المفترض أن تقوم على أسس تقيمية للمشتركين بعيد عن الجمهور اللي تأخذة الفزعة لحدود التعصب لأنه من الطبيعي أن الكل بيصوت لإبن قبيلته بغض النظر عن أهليته للقب من عدمها
والاهم من كل دا أن تكون القصائد تتكلم عن أي شيء بالكون بعيد عن القصائد اللي يقدمونها اللي كلها فيما معناها :
أنا أحسن واحد فيكم كلكم وأبوي وقبيلتي ما أدري إيش بهم
القنوات دي عرفت من أين تكسب
الله المستعان
مستر ياسر حكيك درر :)
Very well said Yasir. Good luck!
بحسب منتديات مختلفة هناك سعوديون صوتوا للقطري على اعتبار أنه تميمي !
لذلك ليس لدي ما اضيفه خلاف ما سبق نشره من أن هذه البرامج تعمل على تفريق الجمع , وتمزيق لحمة الوطن الواحد . والله المستعان
أودة
شكرا جزيلا على مرورك و تعليقك، لعلنا شعوب لا نعرف من القتال إلا من خلال الكلام، أما من خلال العمل و الجد و الإجتهاد فلا شك أننا لا زلنا بعيدين عنه
تحياتي
اخت فتات،
صدقيني ما فاتك شئ و من حضك انك لم تتابعي اي من الحلقات، أنا مثلك لست ضد أن تقام مسابقات للشعر، و لكن ليس مسابقات تعمل على التفريق بين أبناء الوطن الواحد و تأجج النعرات و تعمل على إستبدال مبدأ المواطنه بمبادئ عفى عليها الزمان.
أخي وميض،
شكرا على مرورك و خلينا نشوف تعليقاتك أكثر ، مو بس على الفيس بوك، :)
تحياتي العطرة
أخي علوش
دعني أقول بأنك أكدت ما حاولت الإشاره إليه، فكون السعوديين صوتوا من منطلق قبلي لهو دليل أن المواطنه في خطر، و هو تأكيد بأن مثل هذه البرامج تعمل على خلق أسباب التفرقة بين أبناء الوطن الواحد و المدينة الواحده بل و الحارة و الشارع الواحد، و الله يستر.
شكرا على تلطفك بالمرور و التعليق.
تحياتي
اخي انا معك اننا الأن في عصر العلوم ولكن يبقي الشعر دوما سبيلا للتعبيرعن مشاعرنا نحن لن نستطيع ابدا ان نطرد الشعر من حياتنا
اما عن المسابقات فهي فقط للمكسب
ابو عبدالعزيز يبقى ابلني ان وصلنى الى الفضاء ياشيخ لو نمر لم ناسا والله يشوتون بوز انت ما شفت قنوات الساحه ومزايين الابل الله يرحمن برحمته ياشيخ يقولون اهل العقول في راحه
إرسال تعليق